الصديق المجهول

mohamed6

بسم
الله الرحمن الرحيم

شخصيرىمبتغا صعبا كأنه غريب تائه
بين الوحوش.. يجد سلواه في خلوته.. يحدث نفسه بمآسيه يداعبها طورا .. ويلومها اخرى
.. يـزرف الدموع دون ان يراه احد فيغسل ما
ران على نفسه من قسوة الحاقدين ومن ظلم من يرى في الظلم متعـة وشفقة .. امتع
لحظاته تلك التى يختلي فيها بنفسه.. فيا
ترى من يكون؟

الترحال والتجوال رغم كرهه
للسفر .. ترى فيه عدة شخصيات.. وتبدو في مواقفه تناقضات.. فهو نسيجٌ من غزول قُدِّرأعيانياشعلصديقيصديقيالأمر الأول: البيئة التى
ولدت فيهالسليمكانتبالرغموتوالىكانكانتاذكر ذات يوم تجمع الناس في العراء.. لمشاهدة جسم غريب اطل من فوق
رؤوسهم .. فبعضهم قال ان القيامة قد قد قامت.. والبعض الاخر يقول ان السماء انشقت واذنت لربها وحقت.. والبعض ممن
يظن الاخرون انهم مستنيرون بان الذي يرونه هو سيف على الكرار .. يا سبحان الله
والنساء شدن الكرامات وتوسلن الى الله ان يخفف عليهن هول القيامة.. فانتاب الجميع
الخوف وتقرأ في عيونهم الهلع.. فظلوا وقوفا ينظرون الى ان بدأت الظاهرة تزول شيئا
فشيئا دون ان يجدوا لها تفسيرا .. كانت تلك طائرة نفاثة طلت لاول مرة وتركت وراءها
شريطا ابيضا من وقودها المحترق في الفضاء..

الناس يعتقدون ان هناك
سحرة يأكلون الناس.. فكانون يختبرون عابري السبيل بتقديم اللبن لهم فان شربوا فهم
بشر ادميون والا اعتبروهم سحرة اكلة بشر..
فكانت المنطقة معبرا مألوفا لمسلمي غرب
افريقيا في طريقهم الى الحج ذهابا وايابا
وفي الاثناء يمارسون بعض ضروب التجارة البسيطة كالعطور والخرز وغيرها.. فبعضم
استقر مع ممارسة بعض انواع الدجل والكجور
مستقلين بساطة وجهل المجتمع .. بجانب الاعتقاد بان هؤلاء القادمون من غرب
افريقيا علماء لما وجدوا في بعضهم من
الشناقيط والمغاربة العابرين علماء فعلا..

اغلب اهل المنطة تطلق
عليهم اسماء غريبة نتيجة اتيان احدهم بكلمة
غريبة مثلا او نطق بها لبسوها باسمه.. فمثلا احد اعمامنا خرج من البلد ضاربا في
الارض وعاد فحكى انه عمل بالسكة حديد فذكر له ابوزبد وكادقلى فسمي ( كادوقلي) فتجد
مسميات كثيرة كعثمان (حردولى) او على في البيت او على فجل وعلى ألبل على القر (
الثور) وعلى كاتول وعلى مرسيلة وغيره فجميعهم
اذا ذكر اسماؤهم الحقيقية لا يعرفهم احد الا بعد ذكر تلك الاضافات وكذلك الحجاح (
حاج ) محمد و حاج ابكر وغيرهم اما ابناء من قدموا من خارج المنطقة وتزوجوا فيه فتنسب ابناؤهم الى الامهات مثل ابراهيم ستنن تود.. او
الى المناطق التى قدموا منها مثل خندقاوى
و ارساوي وبناوي ودبلاوي وحلاوي والمنصوري وغيرهم

[b] هناك رموز في المجتمع
تمثل الاسر وتحل المشاكل والضوائق الاقتصادية وتمتلك المطامير لتخزين الحبوب وتعطي
الناس في الضوائق بنظام الشيل فكان منهم بشير فاجشي و ابكرتود صديق على خيري ومحمد الفارسي وحليمة
بشير وغيرهم..وفيهم الاجاويد مثل حسن خيري وود فرجاب وعلى جزار وحامد العازمي والنور الكباشي وعلى سليمان واحمد
اييى وغيرهم.

[b]ألحقنىولدتفالحفيد[/b]اعتبرتني[/b]يقالكانكنت عيافا اتغزز من كل ما لا يعجبنى .. فكنت لا اتناول طعاما قط
خارج بيتنا البتتة .. فاذا عرض على طعام فاجابتى حاضرة.. اقول اننى اكلت الآن
وأموت من الشبع .. ويبدو ان ذلك كان سببا في نحافتى.. وكنت لا اقرب الاسماك واكتسبت
ذلك من جدتى التى كانت تعاف السمك.. وكذلك لحم الدجاج البلدي لما نراه منها قي
تناول بعض الاوساخ والحشرات..

منى يا صديقي ام تتعجب
من امر هذا الزمان.. الم تر ان يوم الرجال يبدأ عند سائر الخلق بعد الساعة السابعة صباحا وينتهي عند الثالثة او
بالاكثر عند الرابعة عصرا ؟ أرايتنى يوما ولم اكن شاهدا على شروق الشمس.. ولو كنت
مريضا.. وهلا رايتنى يوما اودع الشمس قبل المغيب.. تربيت على ان بداية اليوم قبل الثالثة صباحا
والنهاية تعقب منتصف الليل.. هكذا علموني
وربوني.. كنت في طفولتى اتمنى المرض واحبه لعله ينعم على بقسط من الراحة ويسعفنى
من ويلات التكاليف والواجبات التى تعصرني عصرا.. والمتجددة دوما.. احب النوم غير
اننى لا اجده الا بعد منتصف الليل واكره من يوقظني منه كراهة الموت.. فهلا تراني
من اكون ؟ الم تك هذه ايضا صورة مقلوبة ! ارجوك حاول واعدلها ان استطعت..

صديقي فقد هزل جسمي
وضعفت عزيمتى.. وفقدت السيطرة على مشاعري الان.. فهذه الدموع التى عصتنى وانهالت
على خدي الان ما هي الا بقايا احزان قديمة اختزنت في اخاديد عميقة لو تمعنت في
الصورة لعرفت على مسارها.. فهلا تراني من اكون ؟

[b] يا صديقي ان اهلى قد
قسوا على كلا والف كلا.. فالجميع كان يعزني .. كلهم كانوا ينشدون لى الخير كله..
كلهم كان يتمنى ان يراني راس القبيلة وحاديها.. كل واحد منهم كان يربيني ويقويني
بطريقته الخاصة.. كانوا يعصروننى لاستفيد اكثر فاكثر وهم يعلمون ان عصير الدم لا ينضب
ولو كان ينضب لما بقيت حتى تصحبنى طوال هذه السنين.. اعطوني اعز ما عندهم .. ولو
كانوا يملكون غيره لما بخلوا به علي.. فانا اعزهم واحب على التراب الذي مشوا
عليه.. لمعرفتى بمكانتى عندهم.. كان الابن الناجح في اعتقادهم هو شخصي فيجب ان يضربوه ويلكزوه فيعدلوه حتى
يصير كامل الرجولة قويا كاجداده القدامى الذين بنوا الاهرامات فيكون سندهم القوي..

[b] من مخلوقات الله اول ما
عرفت ( الذئاب ) حيث كانوا يخوفوننى بها
عندما اصرخ الما من الاوجاع فاصمت.. ثم عرفت بعد ذلك الاغنام فقد تعقبتها وعمري قد
لا يتجاوز الاربعة اعوام.. وكبرت مع الغنم.. وكانت اعشاشنا بين الغابات والمروج
ونرعي في قش التحاجير.. كنت اغدو في صحبة فتيات الفريق والصبية عماتي وبنات العم والخالات وغيرهن حيث كان
دورهن الرعي والعناية بالاغنام والابقار.. فكن يجتمعن تحت الاشجار الظليلة ويتسامرن و يلفقن الحكايات وكان دوري ان
ارعي لهن الاغنام مثلي ومثل كلب جدي الذي يرعى معي ويطمئننى من كيد الذئاب.. واتلقى لعنات الفتيات
والكرابيج لو فلتت معزة او بعدت عن القطيع نعجة .. ويا ويلي ان سكنت في رجلى شوكة
طلح او سنط فتكال الى الاهانات واكره رجلى
الذي تعدي على الشوكة حتى طعنته.. ذلك
بدلا من ان اجد من يمسح دمعتى واضرب لاننى اهملت رجلى حتى يرتكب الجريمة.. فهلا
تمعنت في هذه الصورة الجميلة فعدلتها يا صديقي ؟

[b] تعديت الرابعة من
عمري وبعد العودة من مأساة نهاري صرت اكلف
بحلب الاغنام واحيانا الابقار .. فينسكب معظم اللبن لضعف قوتى على حمل المحلب..
واعود بالباقي الوفير لكثرة الاغنام
وتستمر عملية الحلب حتى لما بعد العشاء.. ثم تاتي دورية اخري نؤديها بفتل الحبال
وان تسلل النعاس الى عيني عند شعوري بالدفء جراء النار الموقدة التى نجلس حولها
تعلوني الدرة التى تعشقنى.. وعند منتصف الليل يجئ دور الام التى عادت الى العشة
بعد المغرب واعدت ما لذ وطاب مما لا شئ غيره.. فنتصبب عرقا بعد تناول عشاءنا ان كان
قرصا او بليلة لوبة.. فتخلصنا من لسعات
الجوع الكافر.. فيغلبني النعاس فارتمي على الارض لتحملنى امي الى الفراش الجميل
المكون من برش نسجته انامل امي من سعف
النخليل وتغطينى بفروة من جلد الضان الدافئ الثقيل. او بقطعة دمور .. اتكور تحته
في ركن العنقريب .. فهذه صورة اخرى بالرغم من انها مقلوبة .. الا انها لو طرحت في
مزادات العالم لتبارت لاقتناعها كبريات المتاحف..

[b]الثالثة صباحا تنتزع قطعة
الدمور منى فانتصب قائما لاننى لو تاخرت لذقت حلاوة الكرباج على ظهري.. فاسرع الى
الساقية ادور معها ما شاء الله لى ان ادور ولو تسلل النعاس الى عيوني ربما اقع بين الابقار او تلحقنى اقداح من الماء البارد
فيسري الزمهرير في احشائي وتخاصم النوم عيوني.. فيستمر
الحال فلربما اكمل باقي يومي بهذه الوتيرة
او اساق الى اداء مهام اخرى كالرعي او اطعام الزرع ببعض السماد الذي اجلبه من مواقع شتى..او العناية بالحيوان من بقر
وضان او غير ذلك من المهام الجسام ..

[b]في حفظتفي[/b]في الخلوة[/b]في الخلوة[/b] ,تمارس عليهم من آبائهم الشيوخ.. ولأنهم وجدوا في مجموعة الشيوعيين حماية وتبريرا
لما يقومون به من افعال تنافي مع ما كان
عليه آباؤهم .. كان ذلك بعكس سلوك من انتسبوا الى المدارس .. فكنا نرى فيهم القدوة
الحسنة .. وان كل ما يفعلونه شيئ حضاري جميل وحسن ولو كان ينافي اعراف وسلوك
المجتمع وتقاليده ومعتقده الديني.

فترت الخلوة رغم قسوتها
متنفسا لي حيث اخالط عددا كبيرا ممن هم في سنى فانطلق معهم واجد نفسي بينهم .. وفي طريق العودة من الخلوة
تجدني كالعصفور اقفز من فوق نخلة الى اخرى باحثا عن مخلفات فترة الحصاد او تجدني
انازع الثعابين فوق اشجار الدوم العالية.. او اتنقل بين اغصان اشجار السنط اقتات
من كعكولها الندي.. او تجدني ممتطئا جحشا عصيا توحش فغلب الناس امره.. او منطلقا
وراء قعود جفل من القطيع فامتطيعه فيجفل
بي وربما دخل بي بين اغصان الاشجار فتكاد تنكسر رقبتى.. قمة في الشقاوة التى تركت
آثارها على جسمي النحيل.. بل تعداه الى سلوك غريب..

لقد اشرتكانت مواسم تتخلل حياة الناس فتنقلهم من حالة لحالة فتنسيهم شقاءهم وبلواهم فتكسوا وجوهم الشاحبة
البهجة والسرور.. وتاتي في ثنايا تلك المواسم
الاعياد الدينية.. ومواسم الحصاد ومواسم الفيضان ثم مواسم الشتاء الذي
يعقبه مواسم الافراح من طهور للابناء واقامة مراسم الزيجات.. ففي موسم الفيضان
كانت النفوس تمتلئ املا وتفاؤلا ويتحول
الناس في معظم مصادر طعامهم الى الاسماك
والطيور.. وما لذ وطاب من انواع التمور ..

الفيضان من اجمل المواسم
التى اعتاد الناس على انتظاره .. ومع ذلك كان يقلب لهم ظهر المجن احيانا .. ففي كل
موسم كنا نفتقد بعض زملائنا الأعزاء حين تبتلعهم مياه الفيضان وتخرج الناس من
الموسم ببعض الاسي والحزن.. مضافا على الشقاء الذي تناسوه بقدوم الموسم.. ومازالت
صورة الصبية عبد الرحيم وقنديل ابناء ابراهيم عبد الله المنتمي الى العبابدة او
الشايقية .. الذين غدر بهم النيل وهما يطاردان الاوز فصارا جثتين في لحظات في بئر
مهجور سترته مياه الفيضان .. إحتضنا بعضهما بعد ان سبق قنديل وحاول نجدته عبد
الرحيم ولكن القدر ضمهما في قبر واحد.. فكاد والدهما ان يجن ويتيه في البراري.. فهما
كانا ولديه الوحيدين من زوجتيه.. منهما
تعلمنا بعض مفردات العربية .. رحمهما المولى وجعلهما سلفا لوالدهما ووالدتيهما ..
وقبلهما في موسم سابق ختمت طفولتها ابنة عمي زينب محمود .. وسمع عبد اللطيف صراخ الاطفال وحاول المستحيل لانقاذها
.. فكنا نقيس طول خطوته التى تقارب الثلاث امتار.. فلما وصلها كانت قد لفظت
انفاسها الاخيره .. وحملها جثة هامدة على كتفه عبد اللطيف .. وخلف لنا وراءه منظرا
ارتسم في مخيلتنا الى الابد .. كان
شعرها الذي تدلى على كتف عبد اللطيف كأنه
بردة سوداء تكسو جسم عبد اللطيف..

الفيضان بعد ان خلف
للناس فيضا من النعم والخضرة والجمال.. وبعض المآسي التى تتضاءل امام تلك
الخيرات.. فيأتي موسم الشتاء وهو الموسم الرئيسي .. فينهمك الناس في زراعتهم ورعايتها بالنظافة والسقي .. فتخضر الارض
وتتماوج الاشجار فرحا وتمو الخضرة فتكسو الاض فتنشرح الصدور.. .. ومع ذلك ترى في
وجوه الناس تجانسا عجيبا بين التعاسة
والامل.. شيئا فشيئا أخذت البيئة في التحول من طبيعة ساحرة الى ساحات جرداء
.. بفعل السلوك الذي استبدل تلك الطبيعة باساليب اخرى انبنت على ازالة الغابات
لتحل مكانها الزراعة الموسمية.. فتبدل الحال غير الحال .. وتغير نشاط البشر وتحول
من مراعي ومروج وغابات الى حيازات تخضر في موسم الشتاء .. وتغبر صيفا وتتحول الى
ارض جرز.. فيعاود الفيضان ويغمر الارض .. ثم يبدأ الموسم من جديد فينكب الناس
لفلاحة الارض.. فتتحول جسومهم الشاحبة لما
يشبه الارض التى يفلحونها.. فتتشقق اقدامهم ويسيرون حفاة بين الحقول فلا يحسون
ببردها وخشونتها.. وتتصلب اياديهم وتخشوشن .. وينكمش الجلد على وجوههم فتراهم
كأنهم اشباحا تتحرك .. تتحرك باجسام نحيلة كأنهم في ارض المحشر..

[b]الاشباح يسري في عروقها
الدم مع نهايات موسم الشتاء.. وهم يملئون المطامير قمحا وشعيرا.. ويتحفون خلق الله
بمنتجاتهم المتنوعة من بقول وبهارات.. فيتحدثون بنعمة ربهم بعد ذلك .. فأغلبه ينفق
كل منتوجه لتوفير نفقات الحج في موسمهم
القادم.. ويتبارى القوم في اداء فريضة الحج ولو على حساب قوتهم الضرورى .. ويتأهب
الشباب لإكمال نصف دينهم .. ويهم الكبار بطهور الصبية قبل ان يبلغوا الحلم..

[b] كانت تهزنا مشاعرنا وتطربنا
.. لذا كنا نسترق من مخابئنا ليلا ونجري مسافات طويلة حين نسمع نقرة الطار.. فكنا
بجانب الطرب نعتقد ان الطار مع مديح الرسول الكريم اصل من اصول ديننا الحبيب ..
فكنا نعرف كل المداح باسمائهم وقبائلهم .. فكانت جولات اولاد حاج الماحي واولاد
حبيب والمادح حسين وسعيد سيراب وغيرهم على لساننا .. وكانت امتع ايامنا في مواسم
الحج .. حيث كان الحاج يحيى عدد من الليالي بالمديح قبل شروعه في السفر .. اما
اليوم الذي يسافر فيه فتكون هناك زفة مبهجة بالمديح والطار.. ويعاد الكرة عند
عودته كذلك من الاراضي المقدسة مع الذبائح ..

[b] تضاف لتلك الليالي ليلة
عاشوراء ( الهيوب ) حيث التوسعة على العيال .. فكانت تذبح الذبائح وتحسن الموائد..
فينعم الجميع بالشبع .. ثم تقام احتفالات الصبية بالالعاب النارية من صناعة الصبية والتى قد تنتهي بجرح احدهم..
ومع ذلك كان سيؤه مباحا.. حيث اختلاط الصبية من الذكور والاناث .. اما الكبار
فيضون ليلهم في مديح سيد الانام.. والنساء كذلك يمدحن باصوات شجية فيتحفن ليلة
عاشوراء بهجة وسرورا..

[b]السمر والاعراس كانت
تعقب الموسم الشتوي .. في هذا الاثناء كانت كل التكليفات والمهام تتضاءل.. وكنا ننتظر اكتمال الهلال.. فنكمل
شقاوتنا في الليالي المقمرة في شتى انواع الرياضة .. كالشدت والحرينة والكعود
وشليل وغيره من الالعاب الممتعة.. اما بالنهار فكانت لعبة القولف بمسى اخر في
اوساط المراعي الخضراء.. كما كانت جلسات الغناء والطرب البرئ تعقد في ظل النخيل ..
كانت نغمات الطمبور تلهبنا وتشجينا وتتجانس معها ايقاعات الدف الشجي..

[b] موسم الحصاد كان كل شاب
يتهيأ لدخول قفصه الذهبي .. ويتنافس الشباب في اختيار انصافهم الحلوة.. ثم اقامة حفلات العرس التى تمتد لاكثر من الاربعين
يوما .. وتكون الدخلة في اليوم السابع أو الخامس عشر بطقوس معينة .. بعد ان يكون
جسم العريس قد لمع بالدلكة وطاب ريحه بانواع الطيب اليومي والضريرة.. واكتست عظامة
لحما بعد انقضى على ديوك نسيبته الستين، المعدة
خصيصا لتسمينه.. فتساق اليه في عشه الميون
العروس التى قد ربما يراها لاول مرة في حياته .. او ان كان محظوظا يكون قد رآها في
حفل عرس بعد ان صارت في سن الزواج .. وربما تكون قد انعمت عليه بشبال بعد ان بلل
ثيابه بدمه المنهال من ظهره بعد رتعه لصياط اقرانه ومنافسيه .. او بنت عمه التى
مساهمت معه في شقاء العيش في حقول الزراعة او ساحات المراعي في طفولتهما ..
كانت تلك الطقوس تكسي حياة الناس بهجة وسرورا وتنسيهم التعاسة والشقاء وشظف العيش
فيمرحون وينعمون حتى حين..

[b]كانفيالتحقت[/b]لم تغير[/b]كان[/b]
الاجازة[/b]غرست[/b]لاحظنا[/b]ومن[/b]ساقني[/b]كنتفــيالامرالسادس: اثار البيئة :

عدل سابقا من قبل Mohamed hassan في الأربعاء أغسطس 28, 2013 10:37 am عدل 4 مرات